نغترب عن أصدقاء ،
ونقترب من أصدقاء ، لا زلنا في طور الفراق نسير ، تارة هنا وتارة هناك ، ولكن
الصديق الذي يرافقني هو دوما هو الكتاب ، مقولة رُددت حتى أصبح مسمعها مبتذل !
ولكن لمن جربها سيعيس حروفها ، ويتمسك بها ، أعتقد أن هذه هي النهاية لليوميات ، التي لم تطل هذه السنة مع الاعتذار
، ولعل في السنوات القادمة الأجمل فهناك أفكار للتطوير لا زالت أفكار ! أوشكت هذه
الاستراحة على النهاية ، استراحة شهرين كانت من أجمل الشهور ، كان فيها الجميل
والتعيس ، رغم كثرة الأحداث والصدمات فيها إلا أنني أحببتها ، ولذالك دائما أردد
لكي نحافظ على سعادتنا لنحافظ على سعادة واستقرار عقولنا أولا مهما حدث بالجسد ،
جمعت هذه الاستراحة الكثير من القراءات ولا زلت في راحة عقلية أدعيها لا أدري إلى متى ستستمر ! لذالك ركزت على
كتب الأدب والشعر لأني فيهما أتنفس أكثر ، كانت قرءاتي جميعها من مقتنيات معرض
الكتاب الماضي الذي لم أسرد جولتي فيه ككل سنة وسألني البعض لم توقفت ولم أستطع
الاجابة حقا ! وجدت كتبا مما قرأت كتبا لا تستحق الاقتناء جدا ! رغم غلافها
ونبذتها وفهرسها كذالك ! ولكنني خدعت بها ولن أسردها لنتغاضى عن ذالك ،مجموعة من كتب الأدب والفكر والشعر
والرواية انتقاء من بين 15 كتاب جديدا لا زالوا كانت حسب المزاج !
رغم
كونه كتاب فني تجميع مقالات لكاتبه الصحفي " أحمد المهندس " إلا أنني أراه
مرجعا تاريخي للفن السعودي والعربي ، من اصدارات
دار عكاظ للنشر ١٤٠٩ ، قد مثل حقبة زمنية لم أعشها قبل مولدي ، كشفت لي صراع الفنانيين
، وشخصياتهم ، وعلمتني بفنانيين وكتاب وصحفيين لم أكن أعرفهم ولا ...
أعتقد بأن هناك الكثير
ممن يذكرهم مثل ( جلال ابو زيد ) والفنان ( سيد مكاوي ) و( فيصل علوي ) والأمير الشاعر
الراحل ( احمد فضل القمندان ) ، كنت اسمع أن الحجاز تاريخ ثقافي كبير في الجزيرة العربية
ولكنني الآن عشته في ورقات ، فقد كانت مع اليمن مركزان فنيان هائلان وعندما اقول فن
لا اعني غناء فقط كما سيفهم البعض بل الفنون بأكملها ، وإن تحدثت عن الغناء فكفانا
من الحجاز الدانات الحجازيه ومن اليمن الفن الصنعاني القديم وفن الصوت في الخليج العربي
، اختفت تلك الفنون وقريبا ستختفي الدانات الحجازية من الاستخدام وانحصرت حاليا من
اشخاص في جلسات خاصة .
أعادني
الكتاب نحو ٣٠ عاما زمن الفن الجميل والقلوب الطيبه ، حينما كان الصحفيين يتفانون في
رسالتهم بحب وشغف ليس كحال البعض الآن لمصالح ورغبات ! هو كتاب تاريخي يوثق حقبات ويوثق أحداث ، إنه كتاب اثرائي تاريخي للصحافة والفن السعودي
أولا فالعربي ، كتاب لا اعتقد بأنكم ستجدونه في المكتبات
فقد اختفى فشكرا لمن أتاح لي قراءته في مكتبته العريقة .

هناك كتب تحلق بنا
للخيال ، تعلقنا في السحاب ، دقائق وساعات ثم نسقط ونعود ، نعيش أوقاتا سعدية
متلذذين بجمال الأحرف حين تتصارع ، وحين تحكي قصص أرواح وتتراقص ، من تلك الطتب
كان ( روح على ورق ) للمؤلفة التي رمزت لإسمها " عنقاء الروح " من
اصدارات دار الحكمة .
ومن الكتب العقلية
القوية التي راقت لي وأنصح الكل بقراءته ( الفكر بين العلم والسلطة ، من التصادم
إلى التعايش ) لمؤلفة على ابراهيم النملة من اصدارات مكتبة العبيكان ، إنه كتاب
يحرك الفكر ، معتدل أراه بنظرة ممتازة للحياة والواقع ومن العنوان ما يشد أكثر .
من أبرز الروايات التي
جُلت فيها وابتدأت بها عطلي لأحرك حس القراءة فيني قبل أن أتعمق في الكتب الثقيلة
كانت رواية ( زافيرا ) لمؤلفتها إلهام البراهيم من اصدارات النادي الادبي بالجوف ،
عن جني ملحد يذهب لعالم الإنس ويكتشف الدين ويأتي الصراع من أهله !
وكان لي مع الجن جولة
أخرى في كتاب ( عالم الجن والشياطين ) للدكتور عمر الأشقر ، أفادني حياتيا بشكل
كبير في أسلوب تعاملي وخرجت منه بتصحيح للكثير من الأفعال ، قرأته في رمضان حيث
تصفد الشياطين ، ولن أجرؤ على قراءته في غيره خاصة وأنا ممن يقرأ حسب أجواء الكتاب
وكنت قد قرأته في آخر الليل في الظلام !
عودة للسنة النبوية
كان لابد منها بعد أن فرطنا في الكثير منها ونسينا مع الزمن في كتاب ( فقه السيرة
) لمحمد الغزالي .
من أجمل كتب البرمجة
اللغوية العصبية ، رغم كثرة قراءاتي فيها إلا أنني أعتبرها الأبرز والأفضل هي (
ليلى شحرور ) في واحد من كتبها الكثيرة عن هذا العلم بعنوان ( أسرار لغة الجسد ) .
( مهارات الحياة )
كتاب آخر أشبة بدورة مفرغة في الورق في البرمجة اللغوية العصبية للدكتور معتز سنبل
، وتبقى ( ليلى شحرور ) بالتأكيد الأفضل .
( النقد الأدبي
الحديث ) كتاب آخر متخصص وليس لأي قارئ أن يخوض فيه ، أدركت ذالك لاحقا من جلسة مع
شخص غفر الله لنا ذات ليلة ، ولكنني قد استفدت منه بشكل جيد .
رفيق دربي منذ السنة
الماضية لا زال معي ، ولن أكتفي منه من أروع الكتب على الإطلاق من مقتنيات كعرض
الرياض الدولي للكتاب عام 1432 ، لا أدري هل أنا أفعل بمن أحب كما فعلت بهذا الكتاب
لأنني أحببته !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق