الخميس، سبتمبر 02، 2010

كما نُشر في جريدة الوطن



الاربعاء 22 رمضان 1431 هـ الموافق 1 سبتمبر 2010 السنة العاشرة
اتهمني البعض بعد مقالي السابق الذي نشر في جريدة الوطن بتاريخ 3 / 9 / 1431 هـ بالانحياز والهجوم على المثقفين حيث تجاهلوا كلمة " بعض " الواردة في مقالي السابق خمسة عشر مرة ! ، أردت توضيح أنني نقد بعض المثقفين وكنت حريصا ألا أعمم لأني أعرف الكثير منهم وأعرف أن همة الإصلاح حتى إن وقع في شراك الفكر فذالك بحسن نية ، وامتدادا لنقد مجتمعي والعقل السعودي امتدادا لهذه القراءة التي قد تعتبر خاطئة وقد تعتبر صائبة أريد التحدث عن الجانب الآخر من العقل السعودي ، لدينا شريحة من المجتمع لا تثق إلا بأقوال أشخاص معينين ! وعدم تقبل للرأي الأخر وتهميش ...
... النقاش لدى مجموعة حيث تتحول بعد النقاش معهم إلى علماني حتى إشعار آخر ! ، " هواية التكفير والعلمنة " نابعة من الثقة العمياء ببعض الأشخاص وتقديسهم حتى أصبح ما ينطقونه مقدسا أكثر من القران، وإن أتى شخص من " المقدسين " أنفسهم برأيه الخاص تجاه قضية معينة حولوه إلى فتوى ! وهاجموه من كلا الأطراف ! فتأتي لهم وتخاطبهم سادتي لا يوجد دليل صريح على هذه النقطة من القران بآراء الكثير من الأئمة من عصر النبوة وحتى الآن وأن هناك خلاف فيها فتجد الرد المعتاد بأن هناك فتوى من شيخ يذكرونه بالاسم عن أنها محرمة ولا خلاف فيها ! ، حمى الفتاوى حيث يجب أن يكون لكل فعل فتوى ! وتناسوا أن كل شئ مباح إلا ما جاء الشرع بتحريمة وعندما أقول الشرع فأقصد هنا الكتاب والسنة وليس أشخاص ! أصبح البعض مترددا غير واثق من عقله _ الذي تربى على الدين الإسلامي _ تجاه قضايا بسيطة يتعجب بعض علماؤنا حفظهم الله في برامج الإفتاء عن سبب الاستفتاء عنها ! ولا أريد أن أذكر أمثلة على ذالك لأني أعلم أنني لو وضعت مثالا سيعتقد البعض أنني أتحدث عنه أو يربطه بحادثة أخرى ويحكم !
اكبر ما يواجه صاحب أطروحة هو التسرع في الحكم من الآخرين ، فيأتي القارئ ولدية فكرة مسبقة عن الكاتب ، ثم يوهم نفسه بأن كل ما يكتبه هذا الكاتب هو فساد وحتى لو كان هناك نقد بناء وجيد فبالتأكيد هناك شئ مخفي في الأمر بحكم أن كاتبنا هذا علماني أو ليبرالي بوجهة نظرة ! ثم التواجد معه لا للنقد وفهم الهدف مما بل للنصح وإسدال الآيات والأحاديث بعد أن أتخذ عنه سوء النية قبل حواره ! لأنه لو أحسن النية لما أتى للكاتب بالأدلة والنصح بل سيأتي مستفسرا مناقشا ، العقل السعودي بمنظوري القابل للخطأ ( عقل بدأ يعلم أن هناك شئ يسمى اختلاف وأن الدين رحب وجميل وأن هناك الكثير من الأمور كانت مغيبة في الماضي ولكن انكشفت مع دخول وسائل الإعلام وآخري وأن التشدد قاد الكثيرين للتكفير والارهاب ! فذهب لمفهوم الحرية وتعلق ولكن الحرية عندما تتجاوز الحدود الإسلامية للتفكير فستنقلب وتعارض الدين وبالتالي إن لم يجد هذا العقل الإقناع بالمنطق والعقل فسيستمر إلى المجهول ، ولكن الكثير يمارس على هذه العينات النصح ! لأنهم أساؤوا الضن به فأتوا بالأدلة يدعونه للرجوع ! من غير إقناع ، فإن لم يقتنع بأسلوب الأدلة والنصح تأتي مرحلة الهمجية والنصح بالقوة ، ثم القمع ، ثم التكفير ، فماذا تنتظرون من هذا العقل الذي هو في تلك مرحلة الاقتناع بأمور خاطئة ويحتاج إلى " منطق " وعقل ليقنعه لا هستيريا النصح ! بعد أسلوب الحوار هذا يحدث للعقل السعودي انقلاب كبير لأنه واجه مجتمعه بآراءة ويريد منطق فواجهته عاصفة من الشتم " والبصق " ونبذ ! فيحصل لدى البعض حقد تجاه أمور معينة ! " ارتداد نفسي " ) ، هذه هي تطورات الحوار الذي يعرفه البعض لن أقول الأغلبية لأن مجتمعي أصبح أكثر وعيا من قبل ، هناك الكثير لم يعد يعرف حدود التفكير ، بينما البعض أعاد تعريف الحدود ، والبعض تعلق بمفهوم الحرية حتى أصبح ذريعة لكل فعل ! ، يجب أن نعترف أن بيننا من لا يريد الإصلاح وأن أهدافه أخرى ولكن هل ذالك عذر لكي نعمم وأن يجعلنا ذالك نُصنف ونتهم أي شخص أتى بقراءة جديدة لمفهوم معين ! مجتمعنا يرضخ تحت تحولات كبيرة في زمن وجيز ولهذا يهرب الكثير إلى المسار السابق للعقل السعودي الفكري الآمن لهم ، لأنه واجه الكثير من التغيرات المفآجئة في وقت واحد ، نحتاج لبدء قراءة العقل السعودي ، ليس نقد الماضي فقط هو الذي يجعلنا نفهم الحاضر ، بل نقد العقل أيضا وترميمه ليستنير ويدرك تمييز طريقة تحت ضوء القران والسنة هو ما نحتاج ، أن ننتقد هذا العقل لكي نستطيع بناء المستقبل ، بعد كل ما سبق هل أستطيع أن أضيف للعقل السعودي الهروب من الواقع والتخبي خلف أمجاد الماضي ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق