الجمعة، أغسطس 12، 2011

كما نشر اليوم في جريدة الوطن





حادثة " طفل الطائف " لماذا تناسينا الأسباب ؟!
الجمعة 12 رمضان 1432 هـ - 12 اغسطس 2011م
يحيى عمر آل زايد 

جميعنا قرأ وتابع موضوع طفل الطائف ( أحمد الغامدي ) ومقتله على يد زوجة أبيه ( غ . الغامدي ) في تفاصيل امتدت إلى أكثر من شهر ، بداية بادعاءات اختطافه من قبل زوجة أبيه ثم اعترافها بقتله بعد اكتشاف جثته في إحدى العمارات المجاورة ، في حديث القاتلة الأخير " للوطن " يظهر للقارئ من خلال حديثها اختلالها وعدم اتزانها ومعاناتها من أهلها وزوجها ما أدى إلى إزهاق روح بريئة ، أنا لا أدافع عنها ، فقد قتلت والقضاء في ذالك يحكم ، ولكن لماذا لم يوجه مجتمعي أي عتب أو اتهام لزوجها " أبو الصبي " ! ، لماذا ركزنا على النتيحة وتناسينا _ كالعادة _ الأسباب ؟ لماذا حملناها الوزر كاملا ؟ ، أليس إهماله ما أدى إلى ذالك ، ألم يلحظ العراك الذي كان بمقربة منه في نفس المنزل ، أيعقل أن تخرج زوجته خارج المنزل بعد العاشرة وتعود بمنتصف الليل ولا يعلم إلا عند عودتها ! نقاط كثيرة تجعلنا نتساءل عن نوع هذا الزوج وكفاءته كأب وزوج، أعتقد بل " وأتمنى " أن ...
يطال شيئا من الحكم أباه الذي أهمله وأهمل زوجته وأطفاله، بالإضافة إلى اعترافها بضربة لها أكثر من مرة وأمام أطفاله ! أي حياة كانت تعيشها ( غ. الغامدي ) ؟ وماذا تتوقعون منها بعد أن حاصرتها الظروف بأهلها وتزويجهم لها بالقوة ، فقط بكونها مطلقة ومجتمعنا لا يرحم المطلقات ، وبعد أن تزوجت شخصا عديم الإحساس ذالك الذي تصفه في أقولها _ إن صدقت _ ولا أعتقد بأنها ستكذب لأن مقتل أحمد ناتج عن خلل في منزله ، وكونها أخذت الطفل وخرجت به قاصدة المستشفى وذهابها مع أقرب سيارة وجدتها دليل على خوفها مما سيفعله زوجها لو طلبت منه أن ينقذه وان اكتشف ، فكما قالت : ( كان يضربني ويرفع صوته علي حين أطلب منه أن ينتبه لي ولطفليه ويحترمني أمامهما ) ، وتلك نقطة تصادق على اتهامها له بالضرب ، وما دام الأب لم يهتم ولا يلحظ اختفاء الزوجة والعراك وأمور كثيرة فهل هو كفؤ ؟ ما الذي تتوقعون من تلك المخلوقة التي خنقتها الظروف ، ليس ذالك مبررا لما فعلته ولكنه نتيجة منطقية ، والنتيجة ليست مبرر ، يجب علينا أن نبدأ بتصحيح أنفسنا ، فأنموذج طفل الطائف منه الكثير في بيوت أحكمت على أسرارها ، ولن تبدأ في لملمة أفرادها إلا مع لملمة جراحها ، أوقن أن هناك الكثير من " أبا أحمد " في مجتمعنا ولكن لن يظهروا إلا بعد أن ترتكب جريمة ! وإني أخاف أن يفلتوا منها كما يبدوا لي بأن زوجها وأبو المقتول سيفلت من هذه القضية، وستحاسب زوجته بالقتل ، بينما سيتناسى الكل السبب ، بل وحتى سينال الخادمة المسكينة شئ من العقاب .

هناك 3 تعليقات:

  1. اممم يبدو انني سأتفق معك في نقاط وسأخالفك في نقاط اخرى ,,

    الجريمه ايا كانت لا فلا اعتقد ان الظروف مبرر لاي جريمه


    ربما ذلك الزوج ظلمها والمها واتعبها

    اليس هنالك طرق ؟

    اذا لا تذهب لاهلها ان كانوا اول من ظلمها

    تذهب الى مركز الاستشارات الاسريه

    تذهب الى المحكمه لتطلب الخلع

    ولكن ,, ليس مبرر ان تقتل طفلا ليس من صلبها

    اي قلب تحمله تلك ؟

    ربما الظروف شواهد ولكن طفل لم يتعدى الخمس سنوات يضرب ويعذب ويقتل ؟

    اي وحشيه واي قلب واي ظروف تغفر لها

    سحقا لاب جاهل ترك اطفاله في ايد غير امينه لم يراقبها

    وسحقا لظروف جعلتنا نبرر قتل طفل برئ لم يتعدى الخامسه

    اوافقك ان الظروف تعكس على الفرد ولكن ,, اين الرحمه ؟

    هي لديها طفلين

    فمنطقي ان الرحمة قد انسكبت على قلبها كما البحر

    فما ذنب الطفل ؟ أ لأن امه مطلقة ويعيش عند زوجة ابيه ؟

    اعتذر لانفعالي ولكنني حزينة على مجتمعنا السطحي الذي آلت به الظروف لقتل الاطفال :(

    ردحذف
  2. صباحك مساءك كله خير
    عذراً يحيي ..... من أضعف موضوع ومقال قرأته لك ،ليس هذا بأسلوبك أو اختياراتك ،فأنت ناقد ولك نظره ثاقبه .

    ردحذف
  3. السلام عليكم
    موضوعك هذا من اهم المواضيع التي جذبتني في حقيقه الامر انا اتفق معك في كل كلمه دونتها هنا واتفق معك حول مقاضاه الاب لانه هو الاداه الاولى للجريمه وهو السبب الاول الذي دفع تلك المسكينه الى هذا الامر الغير مخطط له ..والظلم الذي مرت به تلك الزوجه المظلومه لايعدو كونه فقط شراره بسيطه والم في قلبها تجمع في قلبها الى ان تحول الى اداه قتل غير متعمد
    اي وباختصار الكبت الذي تعاني منه والعجز عن التحمل والالم الذي تعرضت له قتل فيها كل انسانيه وكل شعور بل المشكله العظمى انها تاسفت لحالها وانها اعترفت انها لم تكن تنوي قتله بل ظلمه لها هو الذي قتل ولده وليست هي
    بكل احترام اشكر لك موضوعك الرائع ونقاشك الجيد والمنصف
    مع التحيه ..
    اتمنى الان انك عرفتني ...!!!!؟؟؟؟

    ردحذف