الاثنين، أغسطس 03، 2020

كما نُشر اليوم في جريدة الوطن






لماذا تعشق السفر؟ ولماذا كلما بعدت المسافة زاد الشغف؟ السفر لغة هو الخروج عن مكان الإقامة، نرى البعض يسافر كثيرا، ليس لغايات جمالية فمن أراد الشيء سيجلبه، قد يكون الدافع والأساس رغبة الابتعاد، ومنه ينبثق السؤال: لماذا؟ 

عندما نسافر فنحن لا نستعد له فقط بالحقائب بل نستعد بالأرواح وتزين تعاملاتنا قبله وتسعد عقولنا بعده، ليس ذلك تعمدا بل رغبة داخلية لا إرادية تستعد لفرح فتسعدنا، هل للهروب من المحيط دور؟ هل التخلي عن المسؤوليات والعيش بحرية دور؟ قد تكون الإجابة متمثلة في رحلة جديدة غير معلومة التفاصيل فيها من الأحداث مالا نتوقع، ومن الوجوه مالا نعرف، إلى مكان لا يتم الحكم علينا باستمرار كما نحترف! نتخلى عن تاريخنا المتمثل باسمنا ومراتبنا وشهاداتنا ونبدأ من جديد وكأن في انتقالنا من محل إقامتنا لوجهة سفرنا حياة وخيارات جديدة. يعتقد الكثير أن أساس السفر المتعة والتغيير، ولكن قد تكون الإجابة أعمق من ذلك ولو لم ننتبه لها! قد تكون رحلة للبحث عن ذواتنا التي سُحقت بين التمدن والعمل! ففي المدينة تختفي معالم الراحة النفسية المتمثلة في الطبيعة والفن المعماري وتلك مؤشرات إن وجدت تنعكس لا إراديا على العقل فتسعده، وفي العمل يكون تركيزنا حول كفاءته حتى ننسى أنفسنا فيه وينصب تفكيرنا تجاه الآخرين لا لأنفسنا، وبينهما نختنق ونهمل ذواتنا، ويمثل السفر لنا الفصل بينهما واستخراج أرواحنا الغريقة لتعيد اكتشاف نفسها بعيدا. 

وقد قال الإمام الشافعي: 
سافر تجد عوضاً عمن تفارقهُ 
وانصب فإن لذيذ العيشِ في النصبِ
إني رأيت وقوفَ الماء يفسدهُ
إن سالَ طاب وإن لم يجرِ لم يطبِ

ما بين شغف المغامرة واكتشاف ثقافات جديدة والهرب من ارتباطات الحياة تتجلى لنا الحقيقة، أن في السفر تحقيق غايات قد تكون مفقودة: حرية اختيار، حرية علاقات وحرية تصرفات، وجميعها تجيب لنا عن ...

الجمعة، أبريل 10، 2020

نصوص على سحابة مطر ( المجموعة الواحدة العشرون )

111
لا تترك أبدا من سأل عنك وقت حزنك، واهجر من تجاهلك وقت حاجتك. 
فإن معادن الناس تظهر في الشدائد، ومابين ( ناس ) و ( ماس ) فرق حرف واحد وآلآف المعاني!


112
تتجلى أفكارنا بوضوح وتنتفض ذكرياتنا في الوحدة! انتقوا أفعالكم وقراراتكم، سيأتي يوم تنفجر فيه أمام مرآياكم، وقت عزلة!


113
هناك معارك خسارتها ( بوجهة نظرهم ) هو انتصار لك، لن يأتي ذلك دون وعي ونضج فكري، ولن نصل لذلك من دون “تجاهل”، فادخل حروبك بيقينك فيما يفيد واخرج منها بمفهومك مهما اعتقدوا هزيمتك ودعهم (وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون).


114
لا تعني العزلة الوحدة بل قد تكون بين الكثير، العزلة هي احتراف العيش بانفصال واسعاد النفس بعيدا عن عُقدهم، فمن كانت سعادته بيد الآخرين كان كما الريشة! تتخبط به رياح المواقف والزمن.
عقلك مملكتك فلا تُعطهم مفتاحه واستمطر السعادة من سحائب الرضى واعزف افراحه


115
يرسم على الجدران أبواب هروب وهو يعلم أن باب غرفته مفتوح! قد تكون الأمنيات سهلة ولكن الواقع صعب! 


116
لن تقدر على إسعادهم ما دُمت لم تُسعد نفسك! نحتاج لشئ من غرور داخلي كي ...

السبت، يناير 11، 2020

الإدراك .. حالة تناقض!




كنت مع صديق غفر الله لنا نتناقش عن الكُتّاب وسبب هروبهم للحروف والكلمات، أثار عقلي بتحليل غاب عني طويلا وقد صدق، وهو أن من يملك قلما يملك تناقضات تنفض عقله! لذلك لا نستطيع البوح بها لأحد خوفا من مدافع الإتهام التي تُسلط علينا وقتها! ليس الخوف نابع من إتهامات أو ألقاب بل خشية من فتح صفحة جديدة من تناقضات داخلية من كتاب الروح المرهقة! ونحن لم نستطع السيطرة بعد على البقية! لذلك نهرب للقلم والسرد ففيهما راحة ولو مؤقتة!

لا يمكن أن تجد ذا عقل مستقر يكتب! بالمقابل ستجد الكثير من الكُتّاب (وليس الكل) متزعزع!
من صنع التناقضات؟ قد يكون للإدراك سبب في ذلك عندما نحلل المحيط والتصرفات مع قاعدة عقلية ونخرج بقناعات لا تتماشى مع قفص المجتمعات، عندها لا نستطيع الإنسلاخ عن ...