
تهجم علي أفكار الشوق تحت القمر بوحشية
فتمزق فكري وتنزف حروفي وتلقي ما بقى مني لظلمة الليل والذكرى ! ، والقمر ثالثنا ،
وأتذكر تلك القصيدة النزارية ( حبيبتي والمطر ):
أخاف ان تمطر الدنيا ولست معي
فمنذ
رحلت وعندي عقدة المطر!
على غرارها أقول: أخاف ان يكتمل القمر ولست معي ،
فمنذ هجرت قلمي وعندي عقدة القمر ، النور الصافي ، والخيال العميق ، عنصرين مهمين
في ليلة القمر ، ما أروع أن تقف تحت القمر في منطقة عالية فوق البشر ، وتتأمل
حراسه المحيطين به ، نجوم الليل ، وتتخيل وجوه على صفحة القمر تعكسها روحك فانتبه
لما تخفيه عن الزمن قد يظهر لك يوما ما . لست اوقن من حكايته سوى ، أنني أريد أن أزوره
كل شهر ، وهذا يقودنا الى تساؤل : ما الذي يربط الحب والشوق والحنين بالقمر ، ثمل
الشعراء تحته ، وتعانق محبين معه ، وكان أحد أعمدة الشعر العربي الغزلي بالرغم من كونه
مذكر فنحن نقول " هذا " قمر ! وبالعكس نقول " هذه " شمس ! وعندما
أرى الشمس وأتذكر وجوها رأيتها في مكان ما أُشبه الجمال من غير اطمئنان مثل الشمس
فيغدوا النظر إليه مرهقا ، وبينما أقف تحت القمر وأكتب هذه الحروف ، أسمع
سيمفونيات غنائية في عقلي فهل هي أغنية الحياة ؟ أم أغنية القمر ! بل أغنية القدر
! ، وحروفي تتغازل في صفحتي ، لتكون نغما من أجمل اللحن ، وتكون جيشا من الافكار
يغزوا حياة الإجحاف والملل ، فتأتي الريح فجأة وتعصف بشعري ، وأتمسك بأوراقي ،
فأسمع صراخ أحرفي في وجداني ، فأترك الأوراق لتتناثر مع الريح ، فلا شئ يبقى
بالقوة ولو بقي لأصبح جريحا ! ، فابحثوا عن بقية أحرفي ، ستجدونها في كل مكان
منعزل مع ناي وقمر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق