السبت، أغسطس 12، 2017

نحن نكتب .. لنعيش !






الكتابة نتاج معرفة وقراءات، لا يهم المجال بقدر ما يهم البعد عن التقليد والتفرد بأسلوب خاص بك بعد الإبحار بمختلف المجالات ، أي كاتب لا يكتب إلا بعد ألم ! فمن عرّفنا الكتابة هو الوجع مهما أنكرنا ! وعندما نكتب من قلب وحب لن نستطيع أن نتوقف، فأي فعل إن كان مصدره محبة فسيخرج عن السيطرة لذلك كان لابد أن نهرب خارج الأسوار دون قيود كحال بعض الكتاب .

الكتابة حالة مزاجية جنونية تأملية ، بين أرض وسماء ، وربما من بين قضبان ! أيا كانت مجتمعية أو نفسية ، فعندما تكون كاتبا لابد أن تتجرد من كل قيود المجتمع، فطير حبيس لن يغرد كثيرا وكاتب عقله متعلق بعادات مجتمعه لن ينجح، لذلك كانت الكتابة حربا مع الذات للتعري من كل عُقد الماضي .

هناك قلوب لا تعيش سوى بالحروف ، مغروسة في ...
رؤوس الأقلام لا تبحث عن هروب ، كي لا تنزف وتموت ! هؤلاء هم كُتاب المستقبل ، فعندما نحتويهم نجمع طاقاتهم ثم نفجرها سوية ، تفجيرا عذب النغمات ، حلو النهايات . لقد احتُوينا قديما ثم قدمنا للعالم أحرفنا لذلك وجب علينا أن نحتوي من بعدنا كي نُري العالم أحرفهم ، فعالم دون أدب وعلم عالم أشباح مهجور ! 

 آبداً لم تكن الكتابة واجبا بقدر ماهي متنفس وحالة مزاجية تخطفنا من أوقات اللهو للخيال ، حيث الجمال بعيدا عن واقع ، بعيدا عن ذكريات ، لوراءَ وراءَ الأسوار .

من قال أن جنون الحرف يُذهبُ النسيان ؟
بل يزيده عنفوانا واكتئاب !
ولكن ..
نحن نكتب لنتحرر ، لنسمو ، لنفرح ، ونعيش . 


د.يحيى عمر آل زايد
Twitter :  @yahyaalalmaaey 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق