الثلاثاء، أغسطس 04، 2015

مقالي اليوم في جريدة الوطن السعودية






2015-08-04 12:15 AM     
د. يحيى عمر آل زايد

برنامج "موهوبين" أحد البرامج التي تقدمها وزارة التعليم، حيث تأسس في ٢٩-١٠-١٤١٧، ومن أهدافه رعاية الموهوبين وتنميتهم، ويحمل أحلاما ورؤى اصطدمت فجأة بأنظمة متعنتة تكمن في نظام وزارة التعليم العالي سابقا وحاليا (وزارة التعليم)، إذ إن الجامعات لا تعطي أولوية للطالب الموهوب الذي اجتاز مقياس موهبة التابعة لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة واستمر في برنامج الموهوبين المدرسي بإشراف وزارة التعليم أولوية وحق في مقعد جامعي في التخصص الذي يناسب توجهه أولا ويرغب به رغم أن له الأحقية فيه.

تكمن المشكلة في عدم وجود تعاون بين الجامعات والتعليم العام، بحجة أن نظام القبول والتسجيل في الجامعات لا يحوي بند يتيح للطالب الموهوب أولوية رغم أن جامعات العالم تتنافس في ضم الموهوبين وتنميتهم بما يعود نفعا عليه وعلى الجامعة ومجتمعه

في ١٤ من رمضان الماضي أصدر وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل قرارا بفصل الموهوبين في مدارس التعليم العام وتخصيص فصول دراسية تعتني بهم ولكن السؤال يكمن في مدى فائدة هذه الخطوة عندما يتعذر على الجامعات التعاون بسبب
بيروقراطيات قديمة وأنظمة تأبى أن تتحدث وتتطور؟ كان الأجدر العمل على القرار من جانبيه وليس من جانب واحد، وأتمنى أن تكون تلك خطوة أولى تلحقها أخرى في الحسبان. 

ينتهي حلم الطالب الموهوب باستلام شهادة الثانوية العامة ويعود كغيره من الطلاب الجامعيين، تتدمر أحلام وتطلعات بسبب أنظمة ترفض التكيف مع متغيرات الزمن ومع طفرة الشباب العقلية التي قد (تتسرب) للدول الكبرى التي ترعى أحلامهم وقدراتهم وطموحاتهم.

قد قالها فقيدنا الملك عبدالله رحمه الله يوما: "إن الموهبة دون اهتمام من أهلها أشبه ما تكون بالنبتة الصغيرة دون رعاية أو سقيا، ولا يقبل الدين ولا يرضى العقل أن نهملها أو نتجاهلها، لذلك فإن مهمتنا جميعا أن نرعى غرسنا ونزيد اهتمامنا ليشتد عوده صلبا"، فما الفائدة من برنامج لا تتعاون معه الجهات المعنية في رعاية الموهوبين واستغلال قدراتهم؟ سوى رفع لطموحاتٍ حتى السماء ثم كسرها وما أسوأ من جبر الكسر وأطوله!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق