الكتابة هي تفريغ لدواخلنا ، نتنفس
بها لقراء لا نعرفهم ، وقد يكون السبب الحقيقي لنزفنا أكثر عدم معرفتنا بهم ، هي
أفضل طبيب نفسي يداوي جروحنا ، ويريح عقولنا ، وينقي أرواحنا ، فيها نحزن ، نصيح ،
ننتشي ، ونسكر بالحروف للسماء ، نرسلها مع ابتهالات علها تصل ، فتُقبل فنسعد .
وقود أي كاتب هم القراء ، فعندما يجد التفاعل المناسب ينتج أكثر ، ولكن عندما
تتحول الكتابة إلى سلعة تجارية ، أو ترصدية أو انحرفت عن الأهداف " كتمصلحية
" حينها لن يستشعر الكاتب الجمال وسيبقى في دوامة الخبث والعلاقات !
وتضل الذاكرة هي وقود الكاتب
، تلك الذاكرة التي يتخلى عنها الكثير ويتناساها نكتبها نثرا وشعرا ، وإن من أصدق
الكلام الشعر ، من يبقى للأجيال . ستبقى لنا الحروف متنفسا ولن يفسدها البعض ، ولن
تشغلنا الأيام عنها ، ربما نبتعد ربما يقل النتاج ولكن ليس ذالك سوى اهتمام لشئ
أكبر ، الكتابة باختصار تدوين
تجارب وومضات وآراء وربما نستسقي من الآخرين حكاياهم.