الأربعاء، يناير 29، 2014

مقالي اليوم في جريدة الوطن السعودية




متعة تنظيم الوقت 
جريدة الوطن - يحيى عمر آل زايد 

عندما نتحدث عن تنظيم الوقت أولا لنبتعد عن مسمى إدارة الوقت ، لأن الإدارة لا ينجح بها الكثير ولذلك كانت تخصصا وبالتالي نوهم عقلنا الباطن لنجهض نتائجنا مسبقا !

تنظيم الوقت ليس بالصعب بل يأتي بالممارسة ، نحتاج لشئ من التضحيات والتنازلات والأهم أصدقاء يدركون أولوياتنا ولا يغضبون . لتنظيم الوقت متعة لا يدركها إلا من ذاقها ، عندما نعيش في خطين متوازيين حياتيين وربما أكثر ننجز هنا وهناك ونوازن بينهما ونفشل ثم ننجح ، مخدوع من توقع أن النجاح يأتي مباشرة دون فشل ، ومسكين من يتوقف بعد كل فشل !

من أهم أسباب نجاح تنظيمنا للوقت هو عدم الخلط بين الخطين المتوازيين الحياتيين لنا إن كان لنا حلمين وهدفين ، وعدم تقديم أحدهما في الأولوية على الاخر ، هناك أولويات داخل كل خط زمني ولكن...
لا أولوية في الخطوط نفسها بل تتساوى في الأهمية ، وإن استشعرنا ذلك نستطيع تنظيم وقتنا وجهدنا ومساواة طاقاتنا على ما نريد ، ولابد من سِعة البال وتوسيع المدارك بنفسك وانشراح الصدر بالدعوات .

متى نستطيع تنظيم أوقاتنا وخطوط حياتنا الزمنية المتوازية وكأننا نملك أكثر من حياة ؟ فقط عندما نعمل خطة عقلية واهية لا ورقية للتنظيم ولا نحتاج لدقائق الأمور ، فعندما نكتب الخطة ورقيا وندعمها بالصغائر وقتها عند كل تأخر منا أو تعطل سننصدم ونتهاون ثم ندمر ذلك الخط الزمني ، وعندما نجعلها خطة واهية فقط بالعناوين مع "قليل" من التدوين عن الأهداف وقتها نسير للأمام ولو تعثرنا .

نستطيع العيش في مختلف التوجهات التي تفرضها حياتنا والتزاماتنا وتوجهاتنا الدراسية والعملية وكذلك أحلامنا فعقولنا جبارة ولكننا لم نروضها بعض ، وهبنا الله عقولا لا نستخدكم إلا الربع منها ، ولن تتطور إلا بالضغوط وبالاعتياد ، وأهم خطوة لتنظيم الوقت أن لا تجدول حياتك فتصبح آلة للروتين ، سيأتي يوم فيه تنتفض ! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق