الاثنين، نوفمبر 04، 2013

مقالي اليوم في جريدة الوطن السعودية


عندما تتأمل في حركات الإصلاح اللغوي هذه الأيام فبالتأكيد ستلفت نظرك المجامع اللغوية، على الرغم من وجود أساتذة كبار فيها إلا _ واعذروني _ أنهم لم يوفقوا في مرادهم فعقدوا اللغة أكثر من إصلاحها، وكمثال عندما تتأمل تفسيرهم "للساندويتش" بأنه: (شاطر ومشطور بينهما كامخ)! أدرك أن أول خطوات التصحيح وتدارك اللغة من السقوط هو أن نبتعد عن تلك التفسيرات.

الكثير "يتفلسف" في اللغة ولا يعلم أنه يشوهها، وأنه أول من ...
أخطأ فيها، وكما قرأت عنوان موضوع في أحد المنتديات الثقافية الكبيرة (أحافير على جداريات متهدمة)، ففي العنوان خطأ لغوي فادح، أوله أن "الأحافير" هي ما نجدها تحت التراب منذ ملايين السنوات ومطمورة بالرمال والسنين والنسيان وليست موجودة على الجدران، وثانيه كلمة "جداريات" لا تقوم بمقام الجدار بل هي ما يرسم على الجدران من رموز وأشكال، ولكن جمالية العناوين تجعلنا نتجاهل الأخطاء اللغوية فيها بسبب جمالية النص، وكذلك لأننا نجهل في اللغة، فيظهر لنا هؤلاء وكأنهم عمالقة اللغة، وهم أول من شوهها!

قرأت في مكان ما فكرة "مكننة اللغة"، وهي حفظ جميع كلمات اللغة العربية _ 500 مليون كلمة _ وإدخالها إلى جهاز الحاسب الآلي، لحفظها ولإيجاد آلية تعليم، هنا أطرح سؤالا وأنتظر إجابة، هل تلك الطريقة جيدة أم سيئة؟ لن أستغرب يا سادتي لو تم في المستقبل ترجمة كتب اللغة إلى العامية! ندرك جميعا أن اللغة العربية في انحدار مستمر، ودليلنا ما نراه هذه الأيام من البرامج النبطية المنتشرة في قنواتنا العربية التي كان الأجدر بها _ القنوات _ أن تهتم بجانبها التوعوي لا التسويقي والمادي، وأيضا عندما تتحاور أو تتحدث مع أحدهم بالفصحى فسيقول لك "أقول تكلم عربي" أو "تكلم زي الناس"!

هل ثقافتنا هذه الأيام أصبحت ثقافة استماع؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق