الأربعاء، أغسطس 22، 2012

يوميات ألمعي في جبال الجنوب " اللمعة 39 " ؛ قراءات الصيف



نغترب عن أصدقاء ، ونقترب من أصدقاء ، لا زلنا في طور الفراق نسير ، تارة هنا وتارة هناك ، ولكن الصديق الذي يرافقني هو دوما هو الكتاب ، مقولة رُددت حتى أصبح مسمعها مبتذل ! ولكن لمن جربها سيعيس حروفها ، ويتمسك بها ، أعتقد أن هذه هي النهاية لليوميات ، التي لم تطل هذه السنة مع الاعتذار ، ولعل في السنوات القادمة الأجمل فهناك أفكار للتطوير لا زالت أفكار ! أوشكت هذه الاستراحة على النهاية ، استراحة شهرين كانت من أجمل الشهور ، كان فيها الجميل والتعيس ، رغم كثرة الأحداث والصدمات فيها إلا أنني أحببتها ، ولذالك دائما أردد لكي نحافظ على سعادتنا لنحافظ على سعادة واستقرار عقولنا أولا مهما حدث بالجسد ، جمعت هذه الاستراحة الكثير من القراءات ولا زلت في راحة عقلية أدعيها لا أدري إلى متى ستستمر ! لذالك ركزت على كتب الأدب والشعر لأني فيهما أتنفس أكثر ، كانت قرءاتي جميعها من مقتنيات معرض الكتاب الماضي الذي لم أسرد جولتي فيه ككل سنة وسألني البعض لم توقفت ولم أستطع الاجابة حقا ! وجدت كتبا مما قرأت كتبا لا تستحق الاقتناء جدا ! رغم غلافها ونبذتها وفهرسها كذالك ! ولكنني خدعت بها ولن أسردها لنتغاضى عن ذالك ،مجموعة من كتب الأدب والفكر والشعر والرواية انتقاء من بين 15 كتاب جديدا لا زالوا كانت حسب المزاج ! 



رغم كونه كتاب فني تجميع مقالات لكاتبه الصحفي " أحمد المهندس " إلا أنني أراه مرجعا تاريخي للفن السعودي والعربي ، من اصدارات دار عكاظ للنشر ١٤٠٩ ، قد مثل حقبة زمنية لم أعشها قبل مولدي ، كشفت لي صراع الفنانيين ، وشخصياتهم ، وعلمتني بفنانيين وكتاب وصحفيين لم أكن أعرفهم ولا ...
أعتقد بأن هناك الكثير ممن يذكرهم مثل ( جلال ابو زيد ) والفنان ( سيد مكاوي ) و( فيصل علوي ) والأمير الشاعر الراحل ( احمد فضل القمندان ) ، كنت اسمع أن الحجاز تاريخ ثقافي كبير في الجزيرة العربية ولكنني الآن عشته في ورقات ، فقد كانت مع اليمن مركزان فنيان هائلان وعندما اقول فن لا اعني غناء فقط كما سيفهم البعض بل الفنون بأكملها ، وإن تحدثت عن الغناء فكفانا من الحجاز الدانات الحجازيه ومن اليمن الفن الصنعاني القديم وفن الصوت في الخليج العربي ، اختفت تلك الفنون وقريبا ستختفي الدانات الحجازية من الاستخدام وانحصرت حاليا من اشخاص في جلسات خاصة .
أعادني الكتاب نحو ٣٠ عاما زمن الفن الجميل والقلوب الطيبه ، حينما كان الصحفيين يتفانون في رسالتهم بحب وشغف ليس كحال البعض الآن لمصالح ورغبات ! هو كتاب تاريخي يوثق حقبات ويوثق أحداث ، إنه كتاب اثرائي تاريخي للصحافة والفن السعودي أولا فالعربي ، كتاب لا اعتقد بأنكم ستجدونه في المكتبات فقد اختفى فشكرا لمن أتاح لي قراءته في مكتبته العريقة .

http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/213/213507.gif



هناك كتب تحلق بنا للخيال ، تعلقنا في السحاب ، دقائق وساعات ثم نسقط ونعود ، نعيش أوقاتا سعدية متلذذين بجمال الأحرف حين تتصارع ، وحين تحكي قصص أرواح وتتراقص ، من تلك الطتب كان ( روح على ورق ) للمؤلفة التي رمزت لإسمها " عنقاء الروح " من اصدارات دار الحكمة .



ومن الكتب العقلية القوية التي راقت لي وأنصح الكل بقراءته ( الفكر بين العلم والسلطة ، من التصادم إلى التعايش ) لمؤلفة على ابراهيم النملة من اصدارات مكتبة العبيكان ، إنه كتاب يحرك الفكر ، معتدل أراه بنظرة ممتازة للحياة والواقع ومن العنوان ما يشد أكثر .



من أبرز الروايات التي جُلت فيها وابتدأت بها عطلي لأحرك حس القراءة فيني قبل أن أتعمق في الكتب الثقيلة كانت رواية ( زافيرا ) لمؤلفتها إلهام البراهيم من اصدارات النادي الادبي بالجوف ، عن جني ملحد يذهب لعالم الإنس ويكتشف الدين ويأتي الصراع من أهله ! 



وكان لي مع الجن جولة أخرى في كتاب ( عالم الجن والشياطين ) للدكتور عمر الأشقر ، أفادني حياتيا بشكل كبير في أسلوب تعاملي وخرجت منه بتصحيح للكثير من الأفعال ، قرأته في رمضان حيث تصفد الشياطين ، ولن أجرؤ على قراءته في غيره خاصة وأنا ممن يقرأ حسب أجواء الكتاب وكنت قد قرأته في آخر الليل في الظلام !


عودة للسنة النبوية كان لابد منها بعد أن فرطنا في الكثير منها ونسينا مع الزمن في كتاب ( فقه السيرة ) لمحمد الغزالي .





من أجمل كتب البرمجة اللغوية العصبية ، رغم كثرة قراءاتي فيها إلا أنني أعتبرها الأبرز والأفضل هي ( ليلى شحرور ) في واحد من كتبها الكثيرة عن هذا العلم بعنوان ( أسرار لغة الجسد ) .


( مهارات الحياة ) كتاب آخر أشبة بدورة مفرغة في الورق في البرمجة اللغوية العصبية للدكتور معتز سنبل ، وتبقى ( ليلى شحرور ) بالتأكيد الأفضل .



( النقد الأدبي الحديث ) كتاب آخر متخصص وليس لأي قارئ أن يخوض فيه ، أدركت ذالك لاحقا من جلسة مع شخص غفر الله لنا ذات ليلة ، ولكنني قد استفدت منه بشكل جيد .


رفيق دربي منذ السنة الماضية لا زال معي ، ولن أكتفي منه من أروع الكتب على الإطلاق من مقتنيات كعرض الرياض الدولي للكتاب عام 1432 ، لا أدري هل أنا أفعل بمن أحب كما فعلت بهذا الكتاب لأنني أحببته !



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق