السبت، مايو 19، 2012

كما نشر اليوم في جريدة الوطن


 يحيى عمر آل زايد 2012-05-19

أحيانا قد يكون المثقفون سببا في إعاقة سير المجتمع بشكل طبيعي، وغير مقصود بالطبع، عبر تكتلاتهم "الشللية"، وتركيزهم على قضايا لن تفيد المجتمع في شيء، لأنها قضايا مسلم بها، وسوف يتكفل الزمن بحلها، ودور المثقفين ينحصر في مجرد النظر إليها ومحاولة تصحيحها دون تضخيمها وإثارة البلبلة والصراعات حولها!
الإشكالية الأكبر عندما يتحول الصراع حول هذه القضايا بين المثقفين أنفسهم، فنراهم يتراشقون الكلام وكأنهم صبيان! مهما كبرنا فسيبقى فينا شيء من ...
الماضي، ينوح ويريد الخروج فالانقضاض! كلنا يسعى لأن يكون للمثقفين دور إصلاحي في المجتمع، فدور المفكرين والمثقفين يظهر جليا في قيادة المجتمع نحو المعرفة وصناعة الوعي، ولكنهم قد يكونون سببا في إعاقة سير المجتمع نحو المستقبل، كالدوران في أمور لا تهم ولن تفيد مجتمعنا، وكل ذلك على حساب القضايا التنموية الكبرى.
نحن في مرحلة التطور، ونريد بناء المجتمع يدا بيد مع حكومتنا الرشيدة حفظها الله، بعض المفكرين يحرث عقله في أمور وقضايا لا يعلم أنه بطرحه ومناقشته لها يعيق عجلة التنمية، وكأنه يضع مسمارا في تلك العجلة التي تدور بلا توقف!
ولا ننسى العنصر الأهم في إعاقة التنمية وبناء المستقبل وهو المتلقي نفسه، الذي قد يضع حواجز كثيرة بينه وبين المثقفين وما يكتبون، بحكم مسبق أو بفكرة خاطئة، وعناد في الفهم ربما. بعض المتلقين لا يريد أن يفهم ولا يريد حتى أن يحاول.
جميعنا شركاء ونتحمل المسؤولية في تأخر مجتمعنا، بسبب إصرارنا على أخطائنا، فكلنا يخطئ ولكن من الذي يتعلم من أخطائه ويصححها ويجعلها نقطة لبداية انطلاق جديدة؟
إصرارنا على المناكفة والمخاصمة واللجاجة حول بعض القضايا الهامشية سوف يسهم في تأخرنا عن السير في ركب الحضارة الكونية، وسنظل نلعب "البلوت" وربما "اختصمنا" في هذه اللعبة أيضا!

هناك تعليق واحد:

  1. كلام جميل، بارك الله فيك .
    وأعتقد ان للمجتمع أثرٌ في المثقفين بأن جعلهم يفكرون بطريقه قد لاتُفيد كلا الطرفين .

    ردحذف