الخميس، فبراير 17، 2011

كما نُشر في جريدة الوطن

( أيها المواطنون في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد ، قرر الرئيس " محمد حسني مبارك " تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإدارة شؤون البلاد والله الموفق والمستعان ) ، عند نهاية الجملة السابقة انتهى فصل طويل من مسلسل الثورة الشبابية المصرية ، تحصل في ختامها الشعب المصري على شيء من ما يريد ، ولكن من المشروع لنا أن نتسآل ، ماذا بعد ؟ وما مستقبل مصر ؟ وكيف ستتم إدارة الأمور ؟ هل سيستتب الأمن أم يكرر التاريخ بعضا من أحداثه ؟ هنا يجب أن تنصب دائرة التركيز لأقلامنا ، لأن ما سبق يحسب في عداد الماضي ولن يعود ،والرئيس مبارك عمل لمصر الكثير ، وتاريخه الثلاثيني الطويل لا يستحق أن يمسح سريعا ، ومهما كان من حضوره الذي لم يقنع شعبه ألا انه لا يجب أن يلغى كل تاريخه العسكري قبل الحكم وما بعد الحكم ، فهو إقصاء مجحف بتوقيت متأخر جدا . ربما أخذت موجه الغضب الشارع المصري في الوقت الحالي وستأخذه لفترة قادمة ، لكن أحلم بأن لا يتجاهل شيئا من الحقائق ويدركها لاحقا ويحفظ لمبارك ما كان مشرفا من تاريخه والا يركن فعلا لشيء مما يفعله بعض الكتاب بالاكتفاء بمتابعة وكالات الأنباء ثم تبدأ أسطر النقد والتهميش والإقصاء نزولا عند ...
رغبة " ما يطلبه المتظاهرون " . إن المتأمل والمتابع للشارع المصري خلال الأيام الماضية يدرك إصرار شعب مصر العظيمة على التغيير ، وكيف أن الظلم والفقر قد جعلهم يدا واحدة ضد الفساد ، جرأة وتنفيذ ، صوت واحد ، لم أكتب لأؤيد أو أعارض ما حصل ، فلسنا على علم بما يدور في مصر أكثر من أهلها ، ولكنني أكتب عن تاريخ لن ينسى من تاريخ الأمة العربية ، بداية من تونس إلى مصر وتذكروا كلامي إن قلت أن هناك الكثير وخط الثورة سيسير . هناك فارق كبير بين الهدف الذي تحقق لشباب مصر الثائر وبين الغضب الذي بدأت مرحلته الآن مع تنحي مبارك حيث في هذه المرحلة يُفقد فيها العقل ، وتضيع الحكمة ، مصر تحتاج إلى تنظيم حقيقي الآن ، إلى استعادة الاقتصاد المنهار الذي قد يعانون بسببه أقسى مما كانوا يعانون ، أعجبني اقتراح الرائع المفكر د/أحمد زويل بعمل مجلس للحكماء يناقش الحكومة فيما يجب فعله في الفترة المقبلة وهذا ما يجب أن يكون خاصة مع الفوضى التي تعم مصر حاليا . قرأت الكثير من ردود الفعل من مصريين على شبكة " الفيس بوك " ومنها أحداهم تقول : ( كنت يوماً ما منذ سنوات طوال من محبيك ومؤيديك يا مبارك بل وكنت أدافع عنك باستماتة كلما التقيت أحد معارضيك ، ولا أذكر متى انتقلت من صفوف مؤيديك إلى صفوف معارضيك ، الآن أقول لك أنك المسئول صراحة عن وصول الأمور في مصر لتلك الحالة فقد جاءتك قبلاً عشرات الفرص لتصحيح الأوضاع والظهور لزعيم ولكنك رفضتها بعناد وإصرار يقارب العزة بالإثم ، لذا فأنا لا أتعاطف معك الآن بل أرى أن الموقف الذي أنت به الآن هو من صنعك أنت وحدك ولا أحد يتحمل مسئوليته غيرك ) . بوجهة نظري أرى أنه لم يكن على الرئيس مبارك أن يتنحى ، وهذا ما أدركه هو في خطابة الأول ، لأن المعارضة منقسمة ، والشباب الثائر لا يمثلهم أحد ، بل جمعهم الظلم والفقر ، فعندما تنحى الرئيس محمد حسني مبارك الآن جعل مصر مهددة بعدم الاستقرار وقد تتحول إلى حرب أهليه ! ولكنه حاول أن يبقى وينقل السلطة بشكل سلمي مدركا عواقب ما سيحصل ، ولا نلومه إن تنحى بعد ما واجهه وبعد ما عمله . ذهب مبارك ولا ندري ما الذي سيحصل بعده ، حقيقة لست مطمئنا على مستقبل مصر ! فالكثير من العوامل تشير إلى نزاعات قادمة ، والتاريخ لمثل هذه الأحداث لا يجعلنا نتفاءل ! وانقسام المعارضة إلى أحزاب ومجموعات كل منها يريد تمرير مطالبه لا يطمئن !كمواطن عربي ، أتمنى لمصر العظيمة أن تزدهر ، وأين تعود أيامها ، بأمنها ورغدها ، وأن يهوي كل طاغية ، ونعود لمجدنا وقوتنا ، باسم العرب ، وباسم الإسلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق