الأربعاء، سبتمبر 15، 2010

يوميات ألمعي في جبال الجنوب " اللمعة التاسعة عشر " ؛ الوداع


يشهد ربي كم تعلقت بهذه المنطقة هذا العام ، أكثر من أي عام مضى ! وها أنا ألملم حقائب البكاء وحقاتب السفر والترحال عائدا الى حيث يوجد الجحيم ! ولكنه _ صدقوني _ جحيم جميل لمن اعتاد عليه على تطوره ، كانت مرحلة جميلة من حياتي ، نعم هذه الصيفية تعتبر مرحلة عندي لأنني حققت فيها أشياء لم أكن أعتقد بانني سأفعلها ! عادت روحي المفقودة منذ زمن ، اشتكيت وبكيت من فقدانها كثيرا ، قادني سحابة نحو هلال ليلة باكية بالمطر فدلتني على هذه الروح الوحيدة مغروسة في أحدى نهايات الهلال بغدر الزمان ! تنزف حروفا لم يستقبلها سوا العصافير والفراش ! حينما تكون للروح سطوة ، يكون للعقل غيبة ! ، حينما تكون للروح شهوة حب وراحة ! يكون الى أبها وجهه ! في أيامي الاخيرة ، في آخر صباحيات جنوبية عسيرية لي في مدينة الضباب ، أتأمل الشروق وأحلم بأحلام كثيرة ، لا مجال لذكرها هنا ، عفوا تلك من المحرمات ! ، أبها حسبتك جنة الجنات ، أقسمت انك قطعة من ذاتي ، لم أعرف أحد لسعته هذه الابيات أكثر مني ! حقائبي بجانبي ، أمامي ، لوحدي أغفوا على موسيقى الهذيان ، حزين ، لفراق أحباب ، ثقوا إن قلت لكم أن هذه الحروف خرجت مع دمعي ، وخرج معها جزء مني سيبقى هائما هنا في شرفة على جنة ، وسأقابل هذا الجزء مني في السنة القادمة ، ولكن أخاف أن ترتمي قطعى الروح هذه في غياهب الزمان ! فيضيع جزء أبها ، فهل تحافظون عليها ، أمانة هي عندكم فاحفظوها ، وراعوها فهي حزينة ومزاجية كصاحبها ، وربما قادها الامر الى إيذاء آخرين ! سأحدثها قبل أن اتركها أعدكم فلا تخافوا ! عشت مع من أحب شهور جميلة ، وقابلت بالمحبة أشخاص كثار ولعل على أبرزهم الجميل ( أبو باسل ) ذالك الصديق الوفي منذ سنوات ، رغم فارق السن الا أنه يثبت لي انه يتعامل مع عقول لا مع أعمار ، فقط لو كفاني من استفزازاته المتكررة وهو يعلم ماذا أقصد ، هناك أشخاص قادتني الصدفة لهم ، أتشرف بهم ولهم سلامي ومحبتي مع الاثير ومع الريح وربما في أقرب موجة غبار تأتهم ستأتي معها ! ( يحيى العلكمي & علي الالمعي ) أتشرف بكم وسعادتي كبيرة بلقائكم ، ابراهيم " الجديد " ، أحمد " الجميل " ، عبدالله " الشقي " ، يا أبناء العم ، لكم مني سلاما وقبلات الوداع التي ستكون قد أتتكم لحظة قرائتكم لهذه الحروف ، فتذكروني كلما السحاب أتى وأمطر وأرعد على جبال الجنوب ، اذكروني كلما رأيتم الطير حائرا في وجهته ! إلي دلوه . حدثني شخص غفر الله لنا قائلا : ( لماذا تحب أبها ألم ترى ماذا حدث للكثير بسبب صفات بعض سكانها ! ) فأجبته : ( أحب أبها لأنها أبها ولن يشوه صورتها أحد وإنني لحقا مشفق على هؤلاء العينة ! ولا أتمتى إلا أن نعيش أحبه ، متصالحين مع غيرنا وقبل ذالك مع ذواتنا ) فقال لي : ( إذا لماذا ترفض العيش فيها ؟ ) أجبته قائلا : ( لم أولد في أبها ، ولم أعرفها كساكن فيها أبداً بل عرفتها طوال عمري كزائر لها ، ولهذا أحببتها ، وربما لو عشت واستقريت فيها كرهتها ، لذالك لا أريد أن أكرهها أو أكره أحد فيها ، أريد ان أحب الكل وأن أبقى محبا لها ، ثم إن عشت خارجها ستكتشف الكثير من المفارقات في عسير لن يدركها أهلها وستحول بينك وبين السكن فيها ، سرها في كونك عاشق بعيدا ) . وداعا أبها ، أرض السلام ، ارض الضباب ، اليومية الأخيرة من سلسلة يوميات ألمعي في جبال الجنوب والسنة القادمة نستكمل إن كان لي عمر وإن لم أكن بينكم هنا في السنة القادمة فتذكروا حروفي ، وأتمنى أن أكون قد تركت انطباعا جيدا ، تذكروني أحبتي في أبها ، اذكروني كلما الليل أتى ، اذكروني كلما الطير غفى ،اذكروا فيني شخص يدعى يحيى !

هناك 4 تعليقات:

  1. يعود الزمان بنا ولكننا لا نعود بزماننا كما اغرقت ابها بسحر هي صنعته ما فتئت ابها تشتكي منه كان لزاما على ابها ان تذيقك شيء من رحيقها المسموم رحيقا طأطأ هامات كثيرة رحيقا لايعرف العطر شيئا عنه رحيقا يجعل الماء ذوطعم والسماء بغير لونها المزيف رحيقا تكاد تشبع وانت ظمآن لا تزال رحيقا جعل الدماء لاتملك المكونات الحقيقية لها رحيقا ابديامهده الخلد ونهايته الامل رحيقا يجعلك ت}من بانه لا ابهى من أبها.....................

    ردحذف
  2. أبها ..تلك الفاتنة التي فتنتك ...
    ثق انها لن تنساك أبدا ..ولن ينساك رجالها ..لم ولن ننساك ..كيف ننساك وأنت عشقتهاحد الثماله بل وكيف تنساك هي ....
    .
    .
    .
    سنذكرك كلما أمطرت غيمه ..سنذكرك كلما طير غرد ..سنذكرك كلما تغنى بها العشاق ..سنذكرك كلما داعبها السحاب..كلما أشرقت شمسها وغربت ..كلما انتصف الشهر وعندما يرحل ..سيذكرك الزمان والمكان ..وسنذكرك وسنذكرك الى أن نراك حينها والى ذلك الحين أقول لك ..لكـ حبي ووردي أبعثه لك من مديتة الأحلام والضباب
    أحمدآل زايد..

    ردحذف
  3. هذيان نفس حية.. مشاعر بالاماكن تغيب وتعود صادقة.. وشوق استشعره معك كل سنة.. فأعاننا الله في الغربة، نعم غربة خارج أبها غربة أشخاص مختلفون وبالكاد يعيشون.

    تحية ومودة

    ردحذف
  4. ’’عندمـآ تتجسـد كل معآني الجمآل في شيئ معيـن ومع عشقنـآ الجنوني لهذآالشيئ تظـل أروآحنا تتوق إليـه كلما إبتعدنـآ عنه ويظل الشـوق صديقنـآ ومؤنسنآ في البعـد..أبدعت أخي بوصف إحسـآسك ومشـآعرك الجيآشه لهذه الأرض الطـآهره..رآقت لي خآطرتك ,, لـك إعجابي وودي..}~

    ردحذف