الاثنين، أغسطس 23، 2010

يوميات ألمعي في جبال الجنوب " اللمعة السابعة عشر " ؛ كُنت مثقفا


( كنت مثقفا ) ، كتاب جدير بالاقتناء حقا ، شدني منذ أول سطور له ، للكاتب والروائي السعودي ( سعيد الوهابي ) ، يعجبني في الكاتب انه صريح جدا ، يعبر عن نفسه بصراحة ومن غير خجل ! ، عشرة أوراق ساخرة مؤلفة من 111 صفحة من الحجم المتوسط ، الكتاب في مجملة ممتاز ورائع وأسلوب الكاتب أعجبني وشدني للمتابعة واستغرب أن هذا ثاني أصدار له ، من الكتب التي وفقت في اقتناءها من معرض الرياض الدولي للكاتب ، بخلاف أخرى لا أدري لم شريتها ! لم أشعر بلحظة ملل أبدا عند قراءتي للصفحات ، من الورقة السادسة إلى ...
... الورقة الأخيرة أحب أن أتوقف فيها كثيرا وأعيدها أكثر ، ربما أوافقه الرأي فيها ! أرى هنا امتعاضا كبيرا للمثقفين ومن هم على شاكلتهم يتثقفون أو يدعون ! أظهر الكاتب في هذه الاوراق أنه ليس فقط كاتب ساخر وروائي ناجح بل هل إنسان مهمل خرج من لاشئ إلى شئ تذكرت عبده خال أكثر من مرة وأنا أقرأ في الكتاب ، سأقتبس لكم بعضا من حروف كثيرة في الورقة السادسة بالضبط :
( لماذا لا نربط الأرض بكوكب الزهرة بحبل ونجرها نحونا ثم نهاجر كلنا للزهرة ونترك المثقفين ومثيري الجدل والإشكاليين مع الخنازير في الأرض تقتلهم الخنازير من العطاس وهم يتحدثون طويلا عن إشكاليات المصطلح وجدلية الثقافات والتاريخ السيسيولوجي للصراع الحضاري ، والبقية يأتي الكوكب الجديد نيبرو فيسحقهم وهم مجتمعون في أمسية ثقافية إشكالية في عام 2012 وننتهي من هذا القلق )
كأنني أراه هنا يقول بلساني أيضا ما الفائدة من مثل هذه النقاشات ، أن لم نفد نحن كمثقفين مجتمعنا ونطوره ونصححه فما مهمتنا كمثقفين ! نثير المشاكل ! نبحث عن أخطاء فقط للتقصي ! أقل ما نفعه سادتي هو أن نجعل ثقافتنا تؤثر في حياتنا ولكنني أرى البعض لم تؤثر فيه ثقافته فلا زال يتمسك بالقرية ويصارخ من أجلها من الرغم من ان مصلحته في المدينة ويحارب كل من خرج من عسير ! وهناك من أراه ينتقد ظواهر هو أول من يعملها ومن أراه لا يهتم إلا بقضية معينة يدور ويلتف حولها ويحول أي نقاش إليها !
كما هو في الغلاف الخلفي مكتوب ( سعيد الوهابي ؛ كاتب وروائي سعودي ) وفي المحتوى أرى تناقضات فلماذا يعبر عن القيمة بالدينار ! لماذا لم يستخدم الريال السعودي ما دام الكاتب سعودي ودار النشر سعودية ! لم يعجبني التودد إلى " الدينار " ! ، أيضا ألاحظ أن الكاتب لم يحترم حرية الشخص في ( حلق الشنب ) ! فكرر عبارة ( شارب الشاعر المحلوق ) أكثر من مرة ولا أرى في ذالك إلا استنكار منه كانت في المرة الأولى رائعة كوصف ولكن بعد تكرارها أشك في أنها وصف فقط ! كذالك في الورقة الرابعة استخدم الكاتب كلمة ( معصي ) وفسرها في الحاشية بأنها ( مستحيل باللهجة المغربية ) ! طوال عمري وأنا أسمع وأستخدم كلمة معصي ! ولم أعلم عنها أنها مغربية بل سعودية ولعلها نجدية أكثر ! من الممكن أن يكون أصلها كما قال ولكن كان من الافضل ان يوضح أن هناك من يستخدمها منذ زمن سحيق هنا ! فلماذا ربطها بالمغرب بينما هي مستخدمة في السعودية !
وكالة الإنباء ( واع ) ، الطبيب النفسي أمجد ، أبو دخان ، دنقل ، الشاكوش ، وزارة الخطخطة ، شخصيات في حياتنا نحن لا هو ، أتقنها الكاتب ببراعة ، كمية السخرية الموجودة في هذا الكتاب تكفي لمن به اكتئاب أن يخرج من عزلته ضاحكا أو أن يتحول إلى مجنون !ّعندما يرتبط الذكاء بالسخرية وبالثقافة وبالأدب حينها نخرج بمادة ممتعه لن تُنسى كحال هذا الكتاب الذي سيكون من أبرز ما قرأت منذ سنتين .
ما ذكرت من ملاحظات بسيطة على الكتاب لا تفسد الكتاب بالعكس فقد تعودنا أن تكون الكتب تقليدية كاملة ! ولكن لم نعتد وجود من يحاول وهذا سر نجاح الكتاب بالنسبة لي ، أشعر بأن الكاتب قريب مني يعبر عني وعن فكري وعن مراهقتي وتفكيري ، ساخر جدا وأضحكني كثيرا ، كتاب غير متكلف ، بسيط ، ورائع جدا ، وأشكر الله على تلك اللحظة التي قادتني يدي إلى الكتاب لشرائة ، فلم اندم على اقتناءه وأنهيته على دفعتين ، شكرا لسعيد الوهابي وننتظر المزيد .
وكالعادة ليست تلك سوى وجهة نظر قارئ بسيط غير مفكر ولا أديب ولا بشاعر ، فأنا لست سوى قارئ بسيط " حليق الشنب " ! ولعل في رأيي خطأ فلست أبرء نفسي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق