الأربعاء، أغسطس 04، 2010

يوميات ألمعي في جبال الجنوب " اللمعة الثانية عشر " ؛ لابة غسان



على قدر ما كنت فرحا لأنني وجدت ( لابة غسان ) في معرض الكتاب الدولي بالرياض حزنت بعد قراءة الديوان ، ربما لأني رفعت سقف فرحتي كثيرا وأملت على الديوان كثيرا ! بشكل عام الديوان ممتاز ولكن يعيب فيه تنظيم القصائد ورمزيتها وأيضا مجملها قضايا ! فبداية الديوان كانت سيئة بالنسبة لي لأنها احتوت على قضايا ! ووجهة نظري كما هي لم تتغير في أن الشعر همس وروح وليس قضية ، وإن كان قضية فلا يجب أن يكون أغلب الديوان قضايا ! ، الديوان بمجملة جميل ، فيه فكر ، في حروف تنشد الحرية ! وفيه عتب . كنت قد عرفت قصيدة " بي عنك " قبل أن أقتني الديوان وعرفت ...
... أنها من هذا الديوان فكانت تسويقا رائعا له جعلني أتحمس في اقتنائه بالإضافة إلى شخص التيهاني الجميل الذي لم أتعامل معه إلا مرة وكانت محادثة لدقائق قليلة ، دقائق جعلتني أدرك احمد الإنسان قبل احمد الشاعر ( بي عنك ) .
بداية الديوان كانت صدمة بالنسبة لي ! فكانت القصيدة الأولى صعبة جدا علي كفهم وتحليل ، أدركت الفكرة ولكنني لم أدرك بعض المعاني التي أراد الشاعر أن يوصلها ، بسبب الأسلوب ولغتها الفصحى القوية ، لطالما ابتعدت عن الدواوين الشعرية التي يستخدم كاتبها المصطلحات اللغوية القوية والمعقدة ، لأنني لا أفهم منها شيئا ، لماذا أوهم نفسي بأنني أفهم ! أنا أعلم نفسي ولست خجولا من التصريح بأنني لم افهم اغلب قصائد الديوان بسبب اللغة العربية الصارمة التي استخدمت ! ، أعطيت نفسي وقتا آخر لأكمل وجاءت قصيدة " ترتيلة الحب " كقطرات المطر ، أنعشت روحي وأعطتني ابتسامة ! وعادت بهجتي الاولى قبل القراءة . قصيدة " ظُلمهما " وفيها بدأت أشعر حقا أنني أقرأ نصوص التيهاني ، جدا راق لي ، عندما يكتب التيهاني بروحه فما أعذبه " وأراني أعصر الود لكي لا تنسياني ، واظلماني واحكما بالموت حتى تذكراني ! " .
" صيف " و " بتلار "، سبق ورأيتها في الشرفات ، وقرأتها ولكنني لا أحب القراءة الالكترونية لذالك لم استطع أن أتذوقها ولكن عندما قرأتهما في الديوان رقصت معهما روحي ، وبدأت أتعمق في أسلوب التيهاني وحروفه ، وعشت في الديوان بعدها أجواء جميلة ، لن أزيد في وصف جمالهما فهل أخون الحروف بتعليق ركيك !
أنت يا أنثى رقيقة
ماء وجهي لن أريقه
فتشي فينا صباحا عن وطن !
في قصيدة تربية ، أرى أنها من أقصر وأروع النصوص التي أتت ، تحمل كنايات قوية ، موجهة إلى كثير ، أتت كصفعة لأناس معينيين ، وعلى غرار القصيدة أقول :
علمني أبي
أن هذا العمر فرصة
لقنني دروسا
قال لي
أحب تكن فوق المنصة
عندما كنت في المعرض كان لي صديق يتصفح الديوان فقال لي بعد برهة لماذا عسير ! أرى لكاتب استخدم أبها وعسير في الديوان فهل هو ديوان محلي ؟ وإذا كانت كذالك فلماذا تريدني أن أشتريه ؟ لم أجد الرد المناسب له فتعذرت بأنني لم أقرأه ! ، يجب أن نخرج من قوقعة المناطق والقبلية ، يجب علينا كمثقفين أولا وشعراء ومفكرين ألا ننحصر في نخبوية ! والاهم ( شللية ) ، تابعت أحمد التيهاني لفترة طويلة وأعجبني توجهه المعتدل ونصوصه الحرة والمؤصدة وقصائده الشعرية ، وسأضل متابعا لذالك الإنسان في كل دواوينه ، بحثت عن بعضها الذي كما اخبرني بنفسه أنها توجد في نادي أبها الأدبي فلم أستطع الوصول لها ! ولعلي سأجد له نصوصا روحية بعيدا عن القضايا.
الشعر بوح وسلام ولا اعتقد بأنه قضية ! ، ولو كان قضية فلا يجب أن تكون كل النصوص قضايا ! ربما لست متابعا لأحوال المنطقة لأفهم المغزى من تلك النصوص ، ربما لست مطلعا كفاية في اللغة العربية لكي أفهم الديوان كاملا ، ربما لست بكاتب ولست بشاعر ولست بمفكر لكي افهم الحروف ، ولكنني أنقد الديوان كقارئ بسيط جدا ، بعيد عن منطقته بعيدا عن معمعة المشاكل يريد نغمات حروف احمد التيهاني ، كشاعر وليس كإنسان ! وسأنتظر نصوص السلام ،تلك النصوص المؤصدة في ديوان ، إن أطلت فلتعذروني ، وإن أخطأت كذالك فالتمسوا لي العذر ، فلست أحب المجاملة ولست بذالك الشخص الذي يلمع الآخرين لأجل مصلحة ! ، أولا وأخيرا لست سوى قارئ عسيري بسيط .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق