السبت، يوليو 31، 2010

يوميات ألمعي في جبال الجنوب " اللمعة العاشرة "


بعد أيام جميلة قضيتها كالحلم بين ذراعي محبوبتي الأبدية عسير ، بدأت أعي الواقع ، وأستوعب أمورا لم ألحظها بسبب انغماسي في سكره حبها ! أُهمِلت أبها ! أبها ليست كما كانت من قبل فقد طال الإهمال جميع أماكنها ! ولعل الجبل الأخضر مثالا واضحا على ذالك ! لم أعد أرى في الجنوب إلا سوده عسير ومن أحب، مالي أراها لا ترد سلامي ؟ أم حرمت عند اللقاء كلامي ؟! حقيقة لا مجازا ! لم أرى الأنشطة الصيفية كما كانت ، لم اعد أشعر بأنني في مدينة تنبض بالحياة كالسابق ، تحولت عسير إلى منبع دعوي كبير ! وكأن سكانها مجموعة من الفاسقين ! يجب الموازنة والوسطية في كل شئ ، أن الاهتمام بالجوانب الأخرى بقدر الاهتمام بالجانب الدعوي ، كنت آتي كل سنة مع من يأتي من " المصطافين " مع اختلاف أنني أنتمي لعسير ومنها ولها أكون ، فأرى الحياة تنبض والأماكن تتألق وحتى الضباب يرقص طربا ، والكل سعيد ! يخيل إلي الآن أن الكل تعيس ! بائس ! خائف ! ، لم اعد أرى البسمة كثيرا ؟ عند أي تجمع أستمع للأحاديث فأجدها شكاوى وقضايا ! وحلول افتراضية ! إلى متى ! سأعود إلى سكرة وحشة أبها لأنسى العالم ! سأتناسى العالم لأنني بين أحظان أبها أولا وأخيرا ، لن أنتحب كثيرا على حالها ما دام سكانها لم يفكروا فيها ! يكفيني الحزن على حالها ! والتساؤل ، ففيها ما أريد ومن أريد ، لن أكون بذالك الذي لا يشكر النعم ، فأبها مدينة الخيال ، والأحلام ، ويكفي أن صوت الأرض طلال مداح _ رحمة الله _ قد غنى فوق أرضها ، لا تلوموني في هواها ، قلبي ما يعشق سواها ، حقا أبها لم تعد أبهى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق