الأربعاء، يوليو 29، 2009

استوقفني شرطي بتهمة النجوم !

 كنت قد خرجت بصحبة أناس الساعة 1 ليلا ، لنتأمل النجوم تحت غطاء من البرد والصقيع ، فتوقفنا على مطل أروع من الجمال بين الصمت والسكون ، وصوت الطبيعة في الارجاء ، والظلام والبرد يتسلق على عمودي الفقري ببطئ ! عندها أستلقيت على ظهري فوق صخرة كبيرة على منحدر حاد ، وأتأمل تارة النجوم وتارة المنظر الجميل ، رأيت النجوم لها بريقا مختلفا عن كل مكان شاهدتها فيه ! هنا أراها بكثره وبكثافه عجيبة ، منها الكبير والصغير والمتوهج والخافت والمعاند لسير الاخرين والمتطفل ! وفجأة وإذا بإحدى الدوريات الشرطة تتوقف ...
... بجانبنا ، وتفسد علي روعة المنظر ، " ويترجل " منها هذا العسكري الذي لا يعرف معنى للجمال بل متضائق من كونه متواجدا طوال الليل في أروع مكان ويريد النوم ، ولا يدرك قيمة ما حولة في هذا الوقت ( من لا يعرف السهر لا يعرف الطرب ) ، تفحص اثباتاتنا وشاهد رخصة السائق وبعد تفتيش السيارة سألنا ماذا تفعلون هنا ؟ فقلنا له نتأمل النجوم ، فإذا بتلك النظرة المستاءة والتي لم أرها في أحد مطلقا تخرج من محجرية ووجهة معبرة عن امتعاضة من ( هذه العينات ) ! تساءلت حينها لماذا لا أحد يقدر ما الجمال والخيال ! ولا أدري الى متى يضل تفكيرنا في الحياة متعلقا بالعمل والاسرة وجني المال ثم الممات ! لدينا خطاب ديني في السابق يحذرنا من الحياة ويدعونا للتفكر في الممات فقط من الحياة ! هذا جيد ولكنه _ الخطاب الديني _ ليس مكتمل بل يجب أن يكون متضمنا معه الدعوة الى التفكر في الحياة والاستمتاع بالجمال فيها وتطوير الذات وبناء وعمل للعقل والفكر والابداع ، لذالك نشأ لنا جيل لا يهتم من الدنيا سوى ان يتوظف ثم يتزوج ثم ينجب اطفالا ثم يربيهم ثم يموت ! من غير تذوق للجمال والابداع ، وذالك الشرطي كان مثالا على تلك الثقافة القديمة ، سادتي : هل أوقف أحدكم يوما لأنه طارد الضباب !

هناك تعليقان (2):

  1. يمكن انت لاتدري ماذا يخبئ لك الزمن .
    تحياتي على طرحك
    مجهووووووووووووووووووول

    ردحذف
  2. انتبه بس لا تطيـــــــــح
    واذا تبي تشوف نجوم تعال شفني هههههههههه

    ردحذف