الأربعاء، أبريل 08، 2009

كما نشرته الوطن

مقالي اليوم كما نشرته الوطن (هنا ) :

  ثقافة الإقصاء والتكفير لا يستطيع أحد أن ينكرها في تراثنا الديني، بل في جميع الأديان الأخرى، وقامت بسببها حروب ومعارك وأحداث غيرت مجرى التاريخ، أنا لا أخالف التكفير، فالتكفير موجود حتى في القرآن ولكن ما أريد أن أهدف له هو من الذي يتحكم في زمام هذه الثقافة؟ أصبحنا في هذه الأيام نسمع كثيرا من الألفاظ كعلماني وليبرالي، يطلقها أيا من كان ليس عالما ولا مفكرا ولا قارئا. أريد التركيز في مقالي هذا على ما يلاحظ في ميادين الفكر والثقافة والحوار من إقصاء وتكفير كل من لا تعجبه أفكار الآخر، وأقل شيء وصفه بالعلمنة! ربما لا يعرف هذا الذي أطلق اللقب _ وهو غير مؤهل_ وكفر وعلمن أن هذه ليست مجرد كلمات بل أمور حتى كبار ...
... العلماء لدينا يتروون حيالها ولا يصدرون قرارات إلا نادرا، لأنها مسألة تتعلق بمسلم، تتعلق بدفنه في مقابر المسلمين، تتعلق بالورث، تتعلق بالحياة، وقبلها تتعلق بسمعة عائلة كاملة. من يدخل الإنترنت على الأقل سيلاحظ الكثير من المواقع الملحدة وكثيراً من المدونات المنحرفة فكريا تروج لأشياء أقل ما أصفها به أنها مخجلة، لعل هذا الانفتاح المعرفي والاختلاط الديني في الأفكار بين الأديان المختلفة قد جعلا من البعض متشككا ومشتتا بين الخطأ والصواب وذلك لكثرة ما لاحظه في اطلاعه، وهو غير مهيأ علميا لكي يطلع على أشياء خلافية، فبدأ يبني على أن أي شيء غريب ولو كان صحيحاً هو شيء خاطئ ومعارض دينيا، ولنا جميعا في قصة الرسول صلى الله عليه وسلم والرجل الذي بال في المسجد عبرة، فلم يهزئه ولم يبصق في وجهه بل حاوره وأقنعه. وأحب أن أنوه أن التفكير يكون بطرق وبأساليب ليس كل مثقف مفكراً ولكن كل مفكر مثقف وبالتالي - بحسبة عقلية بسيطة - بما أن الفكر له قواعد وأسس فلردعه أسس أيضا، لا يعتقد أحد أن الهجوم عليه سيردعه! بل سيزيده عنادا، وهنا أحب أن أسجل استغرابي من بعض الأفكار التي أسمعها حديثا التي تتعلق بالحجاب ومثله! ألا يجد هؤلاء شيئا ليرتقوا عليه إلى الشهرة غير الدين؟ وأريد أن ألفت الانتباه إلى سؤال يخطئ في إجابته أغلب من يقرأ المقال الآن وهو هل أفكر في ثوابت من الدين وأضع عقلي أمامها؟، فالجواب لا، أنا لا أتحدث عن هذه الأمور، هذه مسلمات فطرية لا تفكير ولا أن نقربها كما فعل اليهود وقالوا: ما الحكمة من تحريم الربا إذ إنه يشبه البيع؟ فأجابهم الله بأنه يريد أن يكون ذلك حلالاً وأن يكون ذلك حراماً "ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا" البقرة آية 275. إذن فوضع العقل أمام ما حرم الله هو بداية القول والافتراء على الله، وبالتالي الكفر بنصوص صريحة ومن أجل ماذا ؟ شهرة وإعلام!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق